موقعة كروية مثيرة تجمع بين الهلال وأهلي جدة على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، في إطار نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة ويُعد هذا اللقاء الثالث قارياً بين الفريقين في تاريخهما، ويأتي بعد سلسلة مواجهات محلية وقارية حفلت بالندية والإثارة، الهلال، الذي يسعى لمواصلة مشواره نحو اللقب القاري، يدخل اللقاء منتشياً بفوزه العريض على غوانغجو الكوري الجنوبي بسباعية نظيفة في الدور ربع النهائي، وهو ما يعكس قوة هجومه واستعداده التام للمنافسة على الكأس الآسيوية أما أهلي جدة فقد عبر إلى نصف النهائي بعد تخطيه بوريرام يونايتد التايلاندي بثلاثة أهداف دون رد، ليؤكد جاهزيته لمقارعة الكبار واستعادة أمجاده القارية.
المواجهة بين الهلال والأهلي ليست غريبة على القارة الآسيوية، فقد سبق أن التقيا في مناسبتين ضمن دوري أبطال آسيا، وتحديداً في نسخة 2019، عندما فاز الهلال في الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدفين، قبل أن يخسر إياباً بهدف دون رد، لكنه تأهل بفارق الأهداف واليوم يعود الصراع بين الكبيرين في نسخة تحمل طابعاً خاصاً، حيث يطمح كل منهما للعبور إلى النهائي وإضافة إنجاز جديد لسجلهما الحافل.
تاريخ المواجهات بين الهلال والأهلي يحمل العديد من اللحظات التي لا تُنسى ففي موسم 2014-2015 تعادلا في إياب المسابقة الآسيوية، قبل أن يتمكن الأهلي من الفوز بنتيجة 3-1 في الموسم التالي ويحتفل وقتها بلقب الدوري على حساب الهلال لكن كفة الانتصارات بدأت تميل للهلال في المواسم التالية، حيث فاز في مواجهات مهمة أبرزها نهائي كأس الملك، وكذلك في مباريات الدوري، بل وأقصى الأهلي من نصف نهائي بطولة كأس زايد للأندية العربية عبر ركلات الترجيح.
الهلال كذلك عرف كيف يفرض نفسه في دوري أبطال آسيا، ليس فقط أمام الأهلي، بل حتى في مواجهاته أمام غريمه الاتحاد، حيث سبق أن التقيا خمس مرات آسيوياً، فاز الهلال في مباراة واحدة وتعادل في أخرى، فيما خسر ثلاث مواجهات ضمن نسخة 2024 من البطولة ومن بين أبرز انتصارات الهلال القارية على الفرق السعودية كان الفوز على النصر في نصف نهائي نسخة 2021 بهدفين مقابل هدف، ما يعكس قدرته على التعامل مع الضغط في المباريات المحلية بنكهة قارية.
أما من ناحية الأرقام، فهذه المواجهة ستكون الثامنة عشرة بين فريقين سعوديين في دوري أبطال آسيا منذ انطلاق النظام الجديد للبطولة عام 2003، وهي مواجهة تكرّس الحضور القوي للأندية السعودية قارياً، حيث أن الفرق السعودية باتت رقماً صعباً على مستوى القارة، وتملك قاعدة جماهيرية كبيرة تضفي على المباريات طابعاً جماهيرياً فريداً.
ويعد الاتحاد أكثر الفرق خوضاً للمباريات السعودية البينية في آسيا، إذ سبق له أن خاض 10 مواجهات ضد أندية سعودية، أولها في 2009 أمام الشباب وآخرها في 2024 أمام الهلال، فيما لعب الهلال 5 مواجهات ضد الاتحاد ومواجهتين ضد الأهلي، وواحدة ضد النصر.
من المتوقع أن تشهد مباراة نصف النهائي بين الهلال والأهلي تنافساً تكتيكياً عالياً، خاصة في ظل امتلاك كل فريق عناصر مميزة في كافة الخطوط الهلال يعتمد على قوته الهجومية المتمثلة في المهاجم المتألق ألكسندر ميتروفيتش، الذي سجل ثنائية في آخر مواجهة بين الفريقين هذا الموسم، ليقود فريقه إلى فوز بنتيجة 2-1، وهي ذات النتيجة التي انتهت بها مباراتهما في الموسم الماضي إلى جانبه، يشكل البرازيلي مالكوم إضافة كبيرة بفضل مهاراته الفردية وسرعته في الاختراق.
في المقابل، يمتلك الأهلي عناصر شابة وطموحة يقودها مدرب يسعى لتقديم كرة جماعية منظمة، مستفيداً من عودة بعض اللاعبين الأساسيين من الإصابة، إلى جانب الحالة المعنوية العالية بعد الانتصار في ربع النهائي الفريق الأخضر يدرك صعوبة المواجهة، لكنه يراهن على عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة إيجابية.
واحدة من أبرز محطات اللقاء ستكون في الوسط، حيث يتوقع أن يحتدم الصراع على الاستحواذ وبناء اللعب، إذ يملك الهلال لاعبين مميزين في هذه المنطقة مثل روبن نيفيز، بينما يعتمد الأهلي على الانضباط التكتيكي والتنظيم الدفاعي الجيد.
على المستوى الفني، يُنتظر أن تكون المباراة مغلقة نسبياً في بدايتها مع محاولة كل طرف امتصاص حماس الآخر، قبل أن تنفتح خطوط اللعب تدريجياً مع مرور الوقت، خصوصاً إذا تم تسجيل هدف مبكر كما قد تلعب الكرات الثابتة دوراً حاسماً في نتيجة المباراة، في ظل امتلاك الفريقين للاعبين يجيدون تنفيذها.
تاريخياً، دائماً ما تتسم مباريات الهلال والأهلي بالإثارة والندية، وغالباً ما تحمل مفاجآت في تفاصيلها، ما يجعل من مواجهة نصف النهائي المرتقبة واحدة من أقوى مباريات الموسم على الصعيد القاري.